... حتى تنفقوا مما تحبون

في غداة الوقفة التضامنية مع أهل غزة في المدارس العلمية، جاءتني في هذا اليوم بالتحديد إحدى الطالبات تحمل كيسا مغلقا، فاستفسرت عن الكيس فأخبرتني أنه تبرع لأهل غزة، فشكرتها على صنيعها وأمسكت الكيس وكلي تساؤل عن ما يمكن أن يكون بداخله، إذ على حسب ما يبدو ظاهريا بعض المواد الغذائية تضامنا مع أهل غزة كما فعلت إحدى زميلاتها من قبل، وما إن فتحت الكيس حتى كانت المفاجأة...

لقد كان بداخل الكيس علبة أسطوانية الشكل ملفوفة بجريدة، فأزحت الجريدة عن العلبة فإذا بي أجد علبة حديدية مغلقة كليا في أعلاها شق صغير، لقد كانت العلبة مليئة بالقطع والأوراق النقدية، فجلست متحيرا إزاء هذا الموقف الذي استذكرت فيه مواقف الصحابة أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم رضوان الله تعالى عليهم في تجهيز جيش العسرة وغيرها من المواقف، لما كان الصحابة يتبرعون فيها بكل ما تملكه يمينهم لنصرة هذا الدين، فهل هو السلوك نفسه من هذه الطالبة؟ هل يمكن أن تكون هذه الطالبة قد تبرعت بكل ما تملكه وما جمعته لسنوات؟ أم أنها قامت بجمعه من أسرتها؟ أم من حيها وجيرانها؟ وحتى أجد جوابا لتساؤلاتي تحينت فترة الاستراحة حتى أسأل الطالبة عن أسرار هذه العلبة.

ولما سألت الطالبة عن العلبة قالت إنه تبرع لأهل غزة، فسألتها: من صاحب هذه العلبة؟ فأخبرتني أنها مشتركة بينها وبين أختها كانتا تضعان بداخلها ما تحصلان عليه في مختلف المناسبات هي وأختها وبمساعدة من والديها حتى امتلأت هذه العلبة عن آخرها. ثم سألتها عن المدة التي استغرقها ملء هذه الصرة، فأجابتني: إنها لا تقل عن ثلاث سنوات، وأنها وأختها وأسرتهما لم يجدوا أفضل من هذه المناسبة ليتقربوا فيها إلى الله تعالى بالجهاد في سبيله بما تملكه يمينهما من مال دأبتا على جمعه على امتداد هذه الفترة الطويلة، ثم سألتها عن المبلغ الذي بداخلها، فأجابتني أن لا علم لها به وأنهما لا يريدان فتحها. فدعوت الله لهما أن يحفظهما ويحفظ والديهما وجميع أسرتهما، وأن يتقبل منهم جميعا. فما أجمل أن تنشأ الأسرة مجتمعة على مبادئ التضحية والسخاء ومجاهدة النفس، إنها الطريق السوية للظفر بالجنة، فقد قال الله تعالى:" إن الله اشترى من المزمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة "، لقد سبق درهم مائة ألف درهم. فلنعتبر يا أولي الألباب ولنقتد بهذه الطالبة التي وضعت كل ما تملك يمينها في سبيل الله، إن في أبنائنا وبناتنا ما يبشر بغد واعد ونصر مؤزر وإن هذه المظاهر لمن كرامات النصر التي تزفها إلينا غزة البطولة والجهاد حتى لا نيأس ولا نقنط لأن تباشير الفجر قد انجلت وظلمات الليل قد أذنت بالرحيل والأفول، فلنعد العدة للتمكين لدين الله في أنفسنا وفي أبنائنا فإن وعد الله حق. قال تعالى: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا..."

شكرا لك
ننتظر ابدعاتك

شكرا لك اختي المتميزة
على الموضوع المتميز
وششكرا

شكرا لكم على مروركم الطيب

موضوع رائع
مشكور

شكرا جزيلا على الموضوع

شكرااااااااااااااااااااااااا لكم على مروركم الطيب

شكرا لك

عفــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا
وشكرااااا لك على مرورك الطيب

شكرا ايتها المتميزة

شكرا

شكراااااااااااا لكل من قرأ هذا الموضوع
جزاكم الله خيرا
نور الله قلوبكم
حفظكم الله ورعاكم

شكرا جزيلا

شكرا جزيلا

شكرا اخت عزيزة ونحن نفتقدك كثيرا

شكراااااااااااا