من خلال القراءة الأوّليّة لهذه الحرب المدبّرة يبدو جليّا التّخطيط المحكم لأمريكا وإسرائيل؛ حيث استطاعتا أن تلجما جميع حكومات العالم ومنظّماته بدون استثناء، إذ لا تستطيع أيّة دولة مهما أوتيت من قوّة أو فكر أو دبلوماسيّة أن تغيّر من مسار المعركة على أرض الواقع، فيبدو أنّ ماتفعله اليوم أمريكا وإسرائيل هيّ مقدّمات لمسلسل أحمر طويل الأمد، وأسود قاتم قادما نحو الأمّة الإسلاميّة جمعاء، وطوفان سيجرف كلّ أبيض ناصع في طريقه، وبركان سيقذف حممه بعيدا بعيدا، وسيكون هذا بعد مضِيّ وقت قصير فقط، وبعد إعادة ترتيب بيتيهما من الدّاخل (لا قدّر الله).
أمّا كبش الفداء الأوّل هو غزّة، كلاّ ليس غزّة، إنّ قبل غزّة أحداث جسام لسنا هنا بصدد الحديث عنها أو تعديدها ولكنّ أقرب الأحداث إلينا هي :
في العراق وفي الكويت قبل أمس، وأمّا أمس ففي السّودان ولبنان واليوم في غزّة، وغدا في رام الله ثمّ القدس، وبعد غد في سوريا وإيران وبعده في الجزائر وتونس وليبيا ...إلخ.
وأرى أنّ لهم جدولا زمنيّا محدّدا يتّبعونه بحذافيره لاحتلالنا، فلننتظر متى يصل دورنا فقط ونعيش هذا القّصف أو أضعافه لا قدّر الله .
إنّ أمريكا وإسرائيل تحاولان أيضا بفكرهما الماكر، وبكلّ ما أوتيتا من قوّة وجهد أن تغرسا فكرة الاستسلام والانبطاح والتفرّج على الشّعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها من طرفيهما وفرض سياسة الأمر الواقع وذلك لتموت الضّمائر الحيّة ويسهل إحتلال البلدان الإسلاميّة الواحدة تلو الأخرى فينفرط العقد .
أيّتها الشّعوب الإسلاميّة، إنّ هذه المجزرة الرّهيبة أكبر بكثير ممّا فعله هتلر في أعدائه وأرى -والله أعلم- أنّ هذه الحرب ليست وليدة شهور بل هي وليدة سنوات من التّخطيط المحكم و التّآمر مع عملاءيهما في شتّى الدّول، وحصر الفلسطينيّين في سجون جماعيّة ليسهل القضاء عليهم .
فلتستيقظ الشّعوب الإسلاميّة الحرّة من غيبوبتها .
بربّكم خبّروني :
- كيف يهنأ بال الحكومات الغربيّة والإسلام ينتشر في بلدانهم ؟ .
- كيف يهنأ لهم بال ومفكّروهم يعترفون الواحد تلو الآخر بعظمة الإسلام ؟ .
- كيف يهنأ لهم بال والمساجد تبنى فوق أراضيهم على مسمع ومرأى منهم ؟ .
- كيف يهنأ لهم بال والحجاب يغزو مدنهم وقراهم شيئا فشيئا ؟ .
- كيف يهنأ لهم بال والأزمة الماليّة العالميّة الأخيرة تدلّ على ما لا يدع مجالا للشكّ أنّ الحلّ الأمثل لها يكمن في تطبيق مبادئ الإسلام الإقتصاديّة ؟ .
أيّتها الشّعوب الإسلاميّة الحرّة، عليك أن تدركي ما يحيط بك من أهوال وشرور ..
أيّها المسلم أيّتها المسلمة، مهما كان أصلكما ولونكما ونوعكما وفي أيّة بقعة من العالم أنتما فيها أن تسعيا بكلّ جهدِكما وبكلّ الوسائل المشروعة والمتاحة -وهذا نوع من الجهاد- إلى :
أوّلا : عليكم بتقوى الله في السرّ والعلن .
ثانيّا : مقاطعة جميع السلع - مهما كانت نوعيّتها وقيمتها - التابعة لإسرائيل وأمريكا .
ثالثا : قطع البترول المتدفّق إلى الدّول الغربيّة ومن والاها في هذا العدوان الغاشم .
رابعا : طرد السّفراء الإسرائيليّين و الأمريكيّين من كلّ الدّول الإسلاميّة .
وأمّا التّنديدات والهتافات والمسيرات والتّجمّعات فهي غثاء كغثاء السّيل وهيّ من أمراضنا الفكريّة التي يتقن الغرب رعايتها لسذاجتنا .
فمادامت الحكومات الإسلاميّة والعربيّة عاجزة على إيقاف نزيف الإبادة هذا مراعاة لحساباتها، فقد حان دور الشّعوب الإسلاميّة أن تلتحم وتتوحّد تحت راية لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا رسول الله، وتنفّذ المقترحات السّالفة الذّكر وأمثالها .