حكم ترتيل القرآن الكريم :
من رحمة الله تعالى أن جعل الحكم في ترتيل المسلم للقرآن الكريم أو تجويده مختلفا عليه بين العلماء , ومنه لا حرج أن يأخذ المسلم بهذا القول أو أن يأخذ بذاك , والله لا يعذب فيما اختلف فيه الفقهاء أو العلماء كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه وأرضاه . إنني من سنوات كنت أعرفُ فقط قول من قال بالوجوب , ومنه فإن من لا يرتل القرآن الكريم – على هذا القول - مراعيا أحكام الترتيل يكون آثما ومذنبا وعاصيا . ومع أنني أعرفُ أحكام الترتيل من أكثر من 30 سنة وألتزم بها في قراءتي إلى حد ما , ولكنني في الغالب لست راضيا عن نفسي وعن تلاوتي للقرآن الكريم , وكنتُ في الكثير من الأحيان أحسُّ بالذنب أو بما يشبه الذنب , أحسُّ به بيني وبين نفسي نتيجة كوني أرى بأنني لا أرتل القرآن كما ينبغي أو كما يحب الله تعالى .
وكم كانت فرحتي كبيرة عندما قرأتُ من سنوات لبعض العلماء بأن ترتيل المسلم للقرآن الكريم مستحب فقط وليس واجبا , فرحتُ بذلك كثيرا لأن في هذا القول تخفيف وأي تخفيف عني وعن جماهير المسلمين والمؤمنين تقريبا في كل مكان وزمان . وممن قال بالاستحباب الشيخ بن العـثيمين حفظه الله تعالى .
سئل الشيخ ـ رعاه الله تعالى ـ " ما رأي فضيلتكم في تعلم التجويد والالتزام به ؟".
فأجاب قائلاً : " لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد ، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة ، وباب التحسين غير الإلزام . ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للـزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم ، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى : طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك .وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله ـ عز وجل ـ في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به ".
وبقريب من هذا الكلام أفتى الشيخ ابن باز والفوزان و... و أكثر من واحد من القدامى ومن المعاصرين ...
ويقول الإمام النووي رحمه الله " الترتيل مستحب للتدبر وغيره " .
ولا ننسى أن " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة لكرام البررة , والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .